Page 64 - web
P. 64
موضوع العدد بالإنسـان ،وإكسـابها معـاني جديـدة .ذلـك أن موضوع العدد
وسائل الإعلام تعمل على خلق صور ذهنية عن الإعلام الأمني
دور الإعلام الأمنـي في تحقيـق الأمـن وهندسـة العالـم في أذهـان النـاس ،تجعلهـم يتصرفـون
الخطـط الدفاعيـة مرتبـط بالقـدرة على إحـداث بنـاء على هـذه الصـور والرمـوز .وبالتـالي تحـدد .2الإستراتيجية الثقافية الاجتماعية
التغيير في السـلوك الاجتماعي السـلبي وتحويله سلوكياتهم تجاه القضايا التي تعالجها وخاصة تقرتح هـذه الإسرتاتيجية تقديـم رسـائل إعلاميـة
إلى توجـه إيجابـي متفاعـل مـع أجهـزة الأمـن الأمنيـة منهـا ،أي تلـك المرتبطـة بالأمـن المجتمعـى مقنعـة تحـدد أو تعيـد تحديـد المتطلبـات الثقافيـة
مـن خلال مشـاركتها في التصـدي للجريمـة في صـوره المختلفـة .كمـا أنهـا تسـاعد المتلقـي على وقواعـد السـلوك لـدي الأفـراد والجماعـات
بأنواعهـا .وهـو السـلوك الـذي يتطلـب إحـداث ترتيـب المعـاني الداخليـة حسـب أولويتهـا وتجعـل داخـل المجتمـع ،بحيـث يـؤدي ذلـك إلي تعديـل
التعـاون وتنميتـه بين مؤسسـات الأمـن والإعلام مواضيع معينة ذات أهمية وأخرى أقل أهمية، في السـلوك الاجتماعـي .والفكـرة الأساسـية
لإنجـاح إسرتاتيجية التلقين والتوجيـه .وهـي وتحـدد التفكير في مواضيـع معينـة دون غيرهـا. التـي تقـوم عليهـا هـذه الإسرتاتيجية هـي أن
الإسرتاتيجية التي تعتمد الشـرح المبسـط والمقنع ومنه تقوم بإنشاء المعاني وتوسيعها واستبدالها السلوك الفردي تسيطر عليه توقعات وضوابط
لمختلـف الضوابـط التـي تحكـم النظـام العـام. اجتماعيـة داخـل النظـم الاجتماعيـة ،وبالتـالي
وذلـك مـن خلال البرامـج الإذاعيـة وتلفزيونيـة، بمعـاني أخـرى لهـا دلائـل في لغـة المجتمـع. فـان إقنـاع الفـرد يـأتي عبر إحـداث تعديـل في
وبيانـات معـززة بالصـور والرسـوم .وهـو التلقين .4إستراتيجية الموقف المشكل الضوابـط الاجتماعيـة والثقافيـة داخـل المجتمـع
الـذي يتبنـى التعريـف بالأنظمـة الاجتماعيـة وإعـادة صياغتهـا بمـا يخـدم مصالـح المواطـن
والقانونيـة ،والتعاليـم الدينيـة ،والقيـم الثقافيـة يسـتخدم رجـال الإعلام هـذه الإسرتاتيجية وتحقيـق أمنـه ،ذلـك أن العوامـل الثقافيـة
كتقنيـة سـليمة أثنـاء حـدوث أزمـات أمنيـة والاجتماعيـة تشـكل خطو ًطـا توجيهيـة لسـلوك
والمقومـات الوطنيـة. وكـوارث قـد تهـدد الأمـن العـام للدولـة .وتتميـز الفـرد داخـل الجماعـة وتعمـل على بنـاء وإعـادة
غير أن سياسـة التلقين والتوجيـه وكـذا الإرشـاد هـذه الإسرتاتيجية عـن سـابقتها في كونهـا لا بنـاء الأنسـاق القيميـة للمجتمـع وأفـراده مـن
التـي يجـب على الإعلام الأمنـي اعتمادهـا تهـدف إلي تحقيـق الإقنـاع بشـكل مباشـر ،بـل جانـب .ويسـاهم الإعلام عامـة والأمنـي بصفـة
تتطلـب اعتمـاد الدقـة الفنيـة والمعرفـة القانونيـة إلى مسـاعدة الجمهـور على متابعـة الأحـداث خاصـة في تعديـل تصرفـات الفـرد مـن خلال
والإشـارات النفسـية والتحليليـة الهادفـة. وتحليلهـا كمقدمـة لتشـكيل الـرأي والـرأي وصـف وتنـاول تصرفـات الجماعـة وأفعالهـا مـن
واسـتخدام الكفـاءات الفكريـة والمهنيـة لإقنـاع العـام .كمـا أنهـا تسـتخدم لتقييـم مـدى كفـاءة جانب آخر .فقد يغير شـخص نشـأ في مجتمع أو
الجمهـور وتوعيتـه والتأثير فيـه بمـا يخـدم الأمـن وفاعليـة النظـام الإعلامـي ووحداتـه المختلفـة جماعة لا تحترم إشارات المرور سلوكه إذا انتقل
في القيـام بـدوره ووظائفـه في توفير المعلومـات إلى بيئـة اجتماعيـة يراعـي أعضـاء الجماعـة فيهـا
ويعـزز الدفـاع. وحريـة تـداول الآراء أثنـاء تعـرض الدولـة قانون المرور ،وتقوم فيها وسائل الإعلام بدورها
كمـا أن نجـاح هـذه الإسرتاتيجيات مرتبـط بمـدى لتهديـدات وأخطـار على أمنهـا ،سـواء كانـت مـن في الإخبـار بأهميـة احرتام القانـون وعقوبـة
تحقيـق الانسـجام بين ثلاثـة عوامـل تؤثـر في إنتـاج الأوضـاع الداخليـة المحليـة ،أو مـن جهـات اختراقـه .وذلـك انطلا ًقـا مـن فكـرة أن الثقافيـة
خارجيـة لهـا القـدرة على اخرتاق المجتمـع وقيمـه. الاجتماعيـة تقـوم على مبـدأ« :تعلـم ،امتثـل أو
ومهمـا تنوعـت الإسرتاتيجية وآلياتهـا فـإن تعاقـب» بـدلا مـن مبـدأ «تعلـم ،اشـعر ،اعمـل».
وهو ما يتطلبه هذا النوع من الإسرتاتيجية التي
تهدف الإستراتيجية الثقافية ُت َحـ ِد ْد مـن خلالهـا رسـائل الإقنـاع الموجهـة للفـرد
الإجتماعية إلى إحداث تعديل مـن خلال وصـف قواعـد السـلوك الاجتماعـي
ومتطلباتـه ،وتحكـم الأنشـطة التـي يحـاول
في الضوابط الاجتماعية رجـل الإعلام أن يحدثهـا بالمـوازاة مـع رجـل الأمـن
والثقافية داخل المجتمع لتشكيل المنظومة القيمية النفسية والاجتماعية
وإعادة صياغتها بما يخدم
مصالح المواطن وتحقيق للفـرد.
.3إستراتيجية إنشاء وبناء المعاني
أمنه وتقوم هذه الإستراتيجية على أن التأثير الإعلامي
أو الإقنـاع يحـدث عندمـا تنجـح وسـائل الإعلام
في تعديـل المعـاني والصـور والرمـوز المحيطـة
64